يشهد عالم العلاقات العامة
والإعلام في المملكة العربية السعودية نقلة نوعية هائلة بفضل التطورات التكنولوجية
المتسارعة وتنامي نفوذ الوسائط الرقمية، التي أثرت في سلوكيات الجمهور ودور وسائل
الإعلام التقليدية، مما يُلزم المتخصصين في هذا المجال بفهم هذه التحولات
الديناميكية، وإعادة تقييم العلاقة المترابطة بين العلاقات العامة والإعلام؛ لضمان
مواكبة التطورات وتحقيق الريادة في مجال الاتصال.
وإدراكًا منها لهذه
التطورات المتسارعة، أصدرت
W7Worldwide للاستشارات الإستراتيجية والإعلامية تقريرًا جديدًا بعنوان "مستقبل
العلاقات العامة في السعودية في ظل التقدم التكنولوجي"، يسلط الضوء على العلاقة المتطورة بين
مجالي العلاقات العامة والإعلام في المملكة، ويحلل التحولات الجارية في تقنيات
الاتصال، كما يُقدم توصيات لمساعدة متخصصي العلاقات العامة على التكيف مع هذه
التحولات لتلبية احتياجات الجمهور، وتعزيز سمعة مؤسساتهم وعلاماتهم التجارية.
وكشف التقرير أهم التحولات
في إستراتيجيات العلاقات العامة والتواصل مع وسائل الإعلام، بما في ذلك
إستراتيجيات العرض الصحفي، حيث باتت البيانات الصحفية التقليدية والعروض التقديمية
عبر البريد الإلكتروني الجماعي تفقد فاعليتها في ظل الكم الهائل من المعلومات التي
يتلقاها الصحفيون يوميًا، ولذلك شدد التقرير على ضرورة اعتماد نهج جديد يعتمد على
التواصل الشخصي الموجه لكل صحفي يراعي احتياجاته واهتماماته، مما يعزز فرص جذب
انتباههم ويحقق نتائج إيجابية لحملات العلاقات العامة.
وعدّ التقرير بناء علاقات
دائمة بالصحفيين حجر الأساس لنجاح أي إستراتيجية علاقات عامة، لافتًا إلى أن
التواصل مع الصحفيين يجب أن يتجاوز مجرد تبادل البيانات الصحفية، بل ينبغي أن يشمل
تواصلًا مستمرًا عبر مختلف القنوات، مع الاستفادة من منصات التواصل الاجتماعي،
لإقامة تواصل مباشر وتقديم التحديثات في الوقت الفعلي، وبذلك، يُصبح من السهل بناء
علاقات مثمرة بالصحفيين، قائمة على الثقة والاحترام المتبادل.
وتأكيدًا لضرورة فهم
احتياجات الصحفيين، أشار التقرير إلى أهمية أن يُقدم متخصصو العلاقات العامة
معلومات ورؤى قيّمة تثري محتوى الصحفيين وتلبي توقعات جمهورهم، مما يجعلهم شركاء
موثوقين بهم في المشهد الإعلامي السعودي.
الإعلام الرقمي
أظهر التقرير أهمية التوجه
نحو وسائل الإعلام الرقمية، والاستفادة من قوة المؤثرين الذين يتوافقون مع قيم
العملاء وجمهورهم المستهدف لبناء علاقات قوية بالجمهور، مشيرًا إلى أن التعاون مع
المؤثرين يعد نهجًا إستراتيجيًا يضفي مصداقية على رسائل العملاء، ويضمن وصولها إلى
جمهور أوسع، مما يساهم في تحقيق أهدافهم.
وإلى جانب التركيز على
وسائل الإعلام الرقمية والمؤثرين، يوصي التقرير بدمج تسويق المحتوى في إستراتيجيات
العلاقات العامة كأداة قوية لتحقيق أهداف العملاء، وذلك من خلال إنتاج محتوى عالي
الجودة وقابل للمشاركة ويلبي احتياجات الصحفيين ويتردد صداه مع جمهور متنوع، مما
يعزز العلامات التجارية للعملاء ويحقق أهدافهم على المدى الطويل.
تحديات الرقمنة
ويتطرق التقرير إلى
التحديات التي يواجهها متخصصو العلاقات العامة في عصرنا الرقمي، حيث يُغرقهم الكم
الهائل من البيانات، وللتغلب على هذه التحديات، يوصي التقرير المتخصصين باتباع نهج
إستراتيجي مدروس يركز على انتقاء المعلومات ذات الصلة باحتياجات الصحفيين، وتقديمها
بشكل واضح وموجز لجذب انتباههم وسط الضجيج المحيط، وإلى جانب ذلك يجب ضمان دقة
المعلومات وصدقها لتعزيز الثقة والموثوقية لدى الصحفيين.
ويشير التقرير أيضًا إلى
تراجع دور وسائل الإعلام التقليدية وتغيير مقاييس نجاح علاقات العامة، فبينما كانت
وسائل الإعلام التقليدية تقدم مقاييس سهلة القياس مثل عدد مرات الظهور، يتطلب
المشهد الرقمي نهجًا أكثر تعقيدًا، ويدعو التقرير إلى التركيز على مقاييس معدل
المشاركة والوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي وتحليل المشاعر، لقياس نجاح وتأثير
حملاتهم بشكل أفضل.
وفي ختام التقرير، أوصت W7Worldwide بضرورة تخصيص العروض التقديمية لوسائل
الإعلام والصحفيين المتخصصين وفقًا لاحتياجاتهم، حيث تتيح هذه الإستراتيجية
استهداف جماهير محددة بدقة، وبناء علاقات أقوى بالصحفيين ذوي الصلة، وضمان تردد
صدى رسائل العملاء لدى شرائح مختلفة من السكان، مما يمكن متخصصي العلاقات العامة
من تعزيز تأثير حملاتهم وتحقيق أهدافهم المرجوة.