نظمت شركة "إنتو الدولية" (INTO University Partnerships)، إحدى المؤسسات العالمية للشراكة
التعليمية، مؤخراً، جلسة نقاشية حول الريادة الفكرية تحت عنوان "دعم التعليم العالي لرؤية المملكة 2030"، وذلك في
فندق انتركونتيننتال الرياض. وجمع الفعالية أصحاب المصلحة الرئيسيين وصناع
القرار من قطاع التعليم العالي الدولي لمناقشة رؤية المملكة 2030، وتعزيز فرص
التعاون بين مختلف الجهات المعنية، واستعراض مساهمات قطاعات التعليم العالي في
المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة في تحقيق نتائج استثنائية.
وركّزت الفعالية على تعزيز التعاون بين أنظمة
التعليم العالي في المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة، إلى جانب تسليط
الضوء على أهم المساهمات التي يمكن أن تقدّمها كلا الدولتين لتحقيق أهداف رؤية
السعودية 2030، حيث خاض المشاركون مناقشات غنية حول توسيع القدرة البحثية، وتعزيز
التنوع الفكري، وتكييف التعليم المهني لتلبية احتياجات الاقتصاد العالمي المتّسمة
بالتغير المتسارع.
وضمّت قائمة المتحدّثين الرئيسيّين كلاً من جون
سايكس، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة "إنتو الدولية"؛ وريتشارد ديفيز، نائب رئيس الجامعة للشؤون العالمية والاستدامة في جامعة
نيوكاسل؛ وابراهيم الثنيان، عضو المجلس الاستشاري في جامعة الملك خالد وعضو مجلس
الأمناء في جامعة اليمامة؛ وبندر بن محمد السفير، مستشار في وزارة الطاقة السعودية؛
وسامي كسّاب باشي، مدير تطوير الأعمال في معهد "آي دي بي أيلتس". وأدار الجلسة ماري ويد، نائب الرئيس التنفيذي في
شركة "إنتو الدولية"، "المملكة المتحدة التعليمية".
واستقطبت الفعالية ممثلين عن وسائل الإعلام
المحلية والوزارات والمدارس والجامعات والرعاة في المملكة العربية السعودية،
وغيرهم من الخبراء في مجال التعليم العالي، حيث مهّدت الطريق لإقامة تعاون مستمرّ
بين المملكة العربية السعودية والمملكة المتّحدة في قطاع التعليم العالي.
وخلال الجلسة النقاشيّة، أكّد جون سايكس ثقة شركة "إنتو
الدولية" بأنّ التعاون
في المشاريع سيعود بالفائدة على كلا الطرفين، حيث يمكن لكلّ منهما أن يتعلّم من
الآخر، مع تحقيق الهدف المشترك في مساعدة الأفراد في تأمين وظائف أحلامهم وتعزيز تطوّرهم
الشخصي. وجرى تنظيم الجلسة النقاشية للريادة الفكريّة للبحث في كيفية مساهمة
قطاعات التعليم العالي في المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة في تحقيق
أهداف رؤية السعودية 2030.
وأشار
سايكس إلى أنّه من خلال تيسير النّقاشات بين الجهات المعنية، سعت الفعالية إلى
إبراز إنجازات وأهداف التعليم العالي المستقبلية وتحديد الفرص المتاحة لمزيد من
التعاون. وعملت المملكة العربية السعودية على تعزيز قطاعها التعليمي من خلال
الشراكات الدولية، مما يتيح للطلاب الحصول على درجات عالمية من منازلهم عبر
التعليم العابر للحدود.
وتعمل المملكة في الوقت نفسه على استقطاب الطلاب
الدوليين من خلال مبادرة "ادرس في السعودية"، التي تشمل التعاون في مجال
التعليم العابر للحدود مع الجامعات البريطانية. وتماشياً مع رؤية المملكة 2030،
تهدف المملكة إلى وضع ثلاث من جامعاتها بين أفضل 200 جامعة على مستوى العالم، مع
التركيز على التعليم الذي يدعم أهداف التنمية المستدامة.
من جهته، أشار البروفيسور ريتشارد ديفيز
إلى أنه عمل بشكل وثيق مع "مركز إنتو" في نيوكاسل، مؤكداً على ضرورة
العمل بنشاط وإنتاجية عالية لتشكيل المستقبل. وتشمل المشاريع الرئيسية بين المملكة
العربية السعودية والجامعات البريطانية التعاون في مجالات الطاقة النظيفة،
والضيافة في البحر الأحمر، والشحن البحري، والرياضة.
وأضاف ديفيز أن جامعة نيوكاسل تركز
أيضاً على الزراعة، وهي مجال حيوي في ظل سعي العالم لمعالجة قضايا الأمن الغذائي
العالمي. منوهاً بدوره في قيادة العديد من الشراكات في المشاريع المحلية
والعالمية، التي تعزز الثقة والتفاهم بين الأفراد. وأكد ديفيز على أهمية التعلم
المتبادل من هذه الشراكات، مشيراً إلى قيمة وفائدة عدد من المشاريع والحلول
المتنوعة. ولفت
ديفيز إلى أن جامعة نيوكاسل تضم طلبة من 34 دولة من حول العالم، بما فيها المملكة
العربية السعودية وغيرها من الدول العربية والإسلامية، مما يعكس غناها الثقافي الواسع.
وأشار إلى أنه في المملكة العربية السعودية، تركز الجامعات على تطوير حلول للمدن
مثل مكة المكرمة، مع توفير قاعدة قوية للطلاب، لافتاً إلى أن التعاون مع جامعات
المملكة هو أمر ينطوي على جانب كبير من الأهمية من أجل إحداث تأثير عالمي.
ولفت ديفيز إلى أن من بين المشاريع
الكبرى الجارية في البلاد التركيز على الرياضة النسائية وإنشاء نادٍ لكرة القدم
النسائية، موضحاً بأنه على الرغم من صعوبة التنبؤ بالعشر أو العشرين سنة القادمة، إلا
أن جامعة نيوكاسل تحرص على توفير منصات للطلاب وفرص التدريب المهني وخدمات تعليمية
عبر الإنترنت. وأكد على أهمية تقديم قيمة للطلاب، حيث يمثل التعليم استثماراً بالغ
الأهمية.
ومن
جانبه، أوضح بندر بن محمد السفير، مستشار بوزارة الطاقة السعودية، بأن هناك العديد
من برامج التبادل، وأعرب عن الحاجة للاستثمار في الذكاء الاصطناعي لتعزيز القدرة
التنافسية، إذ تشهد فرص الأعمال والمهن تغيرات متسارعة تدفع المملكة للسعي للوصل الى
آفاق جديدة. ويتطلب التغيير ومعالجة القضايا العالقة وقتاً، ويستلزم وجود أشخاص يتمتعون
بالمهارات اللازمة والفكر السليم ويسعون باستمرار لتطوير الأعمال وخلق فرص جديدة.
وتحرص وزارات مختلفة، بما في ذلك وزارتي الصحة والرياضة، على التعاون لتحقيق
"رؤية المملكة 2030". وتسهم الزيادة في الموارد البشرية وصناديق التنمية
في تعزيز قوة رأس المال في المملكة العربية السعودية.
وسلط
السفير الضوء على حرص صاحب السمو الملكي على تنمية البلاد وتطويرها، مؤكداً على
ضرورة الاستثمار في الموارد البشرية لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، نظراً
للأهمية الكبيرة التي يكتسبها قطاع التعليم في تعزيز التنمية. كما أكّد على الجهود
المبذولة لدعم الحكومة في تحقيق هذه الرؤية مع التركيز الكبير على مجالات الصحة
والتكنولوجيا والهندسة، لافتاً إلى أهمية التميز الأكاديمي ودوره المحوري في المضي
قدماً نحو تحقيق رؤية 2030، مضيفاً بأن المملكة توفر العديد من الفرص في قطاع
السياحة.
وخلال
الجلسة، تحدث ابراهيم الثنيان عن
دوره كمستشار للعديد من الجامعات السعودية، مستعرضاً خبرته في السنوات العشرين
الماضية في تقديم الاستشارات التعليمية في المملكة المتحدة. وشهد الثنيان، خلال
فترة عمله بين السعودية والمملكة المتحدة، على تطور العلاقات والروابط بين
البلدين، لا سيما في العقدين الماضيين. ورأى الثنيان أن الجامعات السعودية تواجه تحدٍّ
كبير يتمثل في بناء القدرات وتطوير المواهب البشرية عبر إعداد موظفين ذوي مهارات
عالية، حيث تتعاون بشكل وثيق مع مختلف المبادرات، مثل مبادرة "العلا"
والوزارات الحكومية، للمساهمة في تنمية المجتمع.
وتناول
الثنيان في حديثه الحاجة إلى مزيد من التعاون في تطوير المناهج الدراسية وتمويل
البحوث، موضحاً أنه على الجامعات السعودية بذل المزيد من الجهود المتقدمة للحصول
على التقدير والاعتراف من الوزارات المحلية إذا ما أرادت تحسين مواقعها ضمن التصنيفات
العالمية، حيث انضمت هذا العام خمس جامعات سعودية على الأقل الى التصنيفات
العالمية لأول مرة، وتحتل ست جامعات سعودية حالياً مواقعاً ضمن شريحة الـ 40% من
الجامعات الأعلى تصنيفاً عالمياً. وبيّن بأن التعاون بين الجامعات في المملكة
العربية السعودية والمملكة المتحدة بدأ منذ عقودٍ، ليتجاوز بذلك تبادل الطلاب
وتطويرهم والوصول إلى مبادرات أكاديمية أوسع نطاقاً وتأثيراً.
وخلال
مشاركته في الجلسة، أكد سامي كسّاب باشي، على الدعم اللامحدود المقدم للطلاب
السعوديين والجامعات المحلية، مشدداً على أهمية الشراكات بين جامعات المملكة
والمنظومات التعليمية العالمية لضمان تقديم تعليمٍ عالي الجودة. وفي ظل التوسع
الكبير الذي تشهده المملكة العربية السعودية في المشاريع الكبرى، تظهر حاجة
متنامية لاستقطاب الأفراد الماهرين الذين يمكنهم إدارة هذه المبادرات. وأوضح باشي
أن القطاع الخاص يزدهر يوماً بعد يوم، لا سيما في مجال العقارات والضيافة، وهو ما
يتماشى مع رؤية "السعودية 2030".
ويشكّل
الوصول إلى مؤسسات مثل جامعة نيوكاسل وجامعات المملكة المتحدة الأخرى ركيزة اساسية
من شأنها تسهيل تحقيق هذا التقدم، إذ يمكن ملاحظة الطلب المتزايد للحصول على نوعية
حياة أفضل وبرامج متميزة ومناهج تعليمية متقدمة لتلبية الاحتياجات السكانية
المتزايدة، حيث يمتلك الطلبة اليوم تفكيراً أكثر تقدماً يظهر من خلال المجالس
الطلابية التي تسعى بنفسها الى استكشاف الفرص المحتملة وسبل التقدم، وهم يتمتعون
بمستويات تعليم وذكاء عالية وثقافة تفوق تلك التي تمتلكها الأجيال السابقة. وأضاف
باشي بأن الذكاء الاصطناعي أصبح خياراً حقيقياً بالنسبة لـ 50% من مجموع الطلاب
خاصة في المملكة المتحدة، حيث يستكشفون التقنيات الناشئة والفرص المستقبلية.
ومنذ العام 2006، تقوم
شركة "إنتو" الدولية بربط الطلاب
الدوليين بأفضل الجامعات في الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة
وأستراليا، مستعينةً بفريق يضمّ أكثر من 1500 موظفاً و2500 شريكاً في
استقطاب الطلبة لتوفير فرص الدعم والمساعدة
لأكثر من 150,000 طالب من 188 دولة لتحقيق أهدافهم التعليمية.